الرئيسية
وتعدد أنواع طيورها وأشجارها ،
ويرجع السبب في ذلك الي الأعاصير التي
كانت تضرب الجزيره من قديم الأزل فكانت
الرياح تفد محملة بشتي أنواع البذور من أراضي الجزر
الأخري الماره عليها بعنف ،
ومستحلة اغتصاب أشجارها العتيقة وأقوات
زارعيها كاحتلال أمريكي أو انجليزي .
أما الطيور فكانت تفد إليها بشكل موسمي
أو دائم مما جعل للجزيره مكانة خاصه عند الصيادين من قديم الازل .
مرت علي الجزيره أحداث صعاب في العشر سنوات الأخيره ،
فاشتدت عليها الأعاصير الموسمية فخربتها
وقتلت طيورها وحيواناتها ،
وطمعت بمياة بحيراتها الصغيرة فحملتها
هي الأخري حيث يأذن الله لها ان تكون وتسببت
في قتل الكثير من الصيادين وتدمير قواربهم ،
فدار بينهم أن الجزيرة أصبحت مكانا لتنافس اللعنات
برا وبحرا فقطعوا أرجلهم عن نزولها .
الجزيرة الآن خالية ،
لم تطأها قدم بشر بعدما مرت بموسم
من الاستقرار والهدوء فأصبح جوها خياليا في هذا الوقت بالذات ،
فأشعة الشمس الذهبية نهارا تلمع علي الرمال
الساكنة اثر غزو أمطار فصل الربيع
فأحالت ألوانها الي اللون الأحمر وأشجار الصفصاف
اليانعة غصونها والمتدلية كخصال
شعر حسناء فاتنة الجمال وظلالها ذات اللون الطوبي
المختلط باللون الأخضر من الحشائش والنباتات النضرة
الكائنة علي أطراف البحيرات الصغيرة .
وفي الليل تتمتع الجزيرة بسحر العالم المجهول
حيث الارض التي لم تطأها قدم ،
والقمر الأحمر المستدير الساطع من بين اشجار الحور الطويلة ،
ويعكسها كاشباح علي مياة البحيرة الساكنة .
والنجوم المتلألأة في السماء البعيدة ذات الأسرار الكثيرة .
بأعلي شجرة السدر
الضخمة المطلة علي البحيرة الكبيرة بوسط الجزيرة ،
وعلي أجمل فروعها يعيش زوجين من الحمام
وحدهما في سعاده ورغد وهناء .
فشجرة السدر مورقه ومثمرة والمياه
العذبة أسفلها من الجوار حيث
بحيرة صغيرة وأمامها مكان فسيح نظيف تفترشه الخضره .
زوج الحمام لم تعرف حياتهم المشاكل
ولا التقلبات فالأنثي رقيقة ذات ريش
أبيض اللون ثمينه ورومانسية الملامح تملك
صوت عذب جميل فتصدح في الصباح الباكر فوق أطراف
الأغصان الصغيرة فتتراقص باقي الأغصان فرحا وسرورا ،
ويسود المكان سحرا غريبا .
وفوق هذا تتمتع بذكاء كبير فتصدح بما يعجب الذكر ويسعده ،
ويجعلها مثيرة وجميلة في نظرة .
ولذلك بمجرد ان يلتقط الذكر صوتها العذب فيثار جنونه ،
فيطير ناحيتها مختالا وسعيدا ويضمها اليه فتتطاير
منه مبتعده فوق الأغصان تدللا فتفجر شوقه ،
وتصفي عواطفه.
فيري بها للحب وجود وللحياه معني .
أما الذكر فطويلا ونحيلا , أضناه العشق فلم ينظر الا اليها ,
أبيض دخاني اللون ،
وفي لزوجته جدا فلم يفكر في الرحيل عنها ،
فصارت أرضه ومسكنه ويتمني أن يفعل أي شئ لاجل سعادتها ،
فلم يتركها وظل بتطاير معها فوق الأغصان ،
وعندما يقترب منها تتدلل وتطير وتتظاهر
أنها لاتراه حتي تعبا فتوقفا أعلي الشجرة .
فضمها اليه وظل يتأمل بملامحها الرقيقه
وهي مستسلمه أمام احساسه المجنون لاكنه لاحظ أن
دقات قلبها المرتفعة علي غير عادتها فتوقف قلقا عليها ،
فنظرت اليه غالقة جفونها قليلا ففهم أنه
شعور امتلكها منذ الصباح لاكن لم ترد ان تقلقه .
لم يدم اختبار الاحساس كثيرا حتي
نظرا أسفل الشجرة ليجدا العدو اللدود" الصياد"
يوجه نحوهم نيران بندقيته فيصيب الذكر ليسقط متناثرة
دمائه علي الفرع الذي أبكاه المنظر فلم يعد يقو حتي كسر .
ليسرع الصياد فرحا فاتحا خطواته ليلتقط الصيد الثمين ،
فإذا بأنثي ثمينة من الحمام تضمه وتبكي .
ليحملهم الاثنين بحقيبته المحمولة علي كتفه الأيمن
وبندقيته علي كتفه الايسر ويرحـــل .
