الرئيسية
(( عطارد )) اقرب الكواكب للشمس ، ولهذا يطلق عليه (( ابن الشمس )) . وكلما اقتربت منه
احدى المركبات الفضائية المخصصة لدراسته ، اكتشف اسرارا غامضة ومزهلة عن هذا
الكوكب العجيب ، اذى تصل درجة حرارته الى 450 درجة مئوية . و (( عطارد )) كوكب صغير
يزيد حجمه قليلا عن حجم قمر الارض ، وتغطى سطحه فوهات وحفر كثيرة .ولانه الاقرب
للشمس ( المسافة بينهما نحو 58 مليون كيلو متر ) فأنها تلهبه بأشعتها الحارقة ، وتثور
فوق سطحه اعاصير جبارة مدمرة تدور كالدوامة الهائلة ، وتختلف عن اى اعاصير فى
المجموعة الشمسية .
اعاصير عطارد .. جبارة
والسبب فى ان اعاصير (( عطارد )) مختلفة ، هو انها خفية
فهى تتكون عندما يلتف جزء من المجال المغناطيسى للكوكب ، وبتخذ شكلا حلزونيا ينشئ ارتباطا بين سطح الكوكب
والفضاء الخارجى . وهذه الاعاصير جبارة حقا ، وتغطى احيانا كوكب (( عطارد )) بأكمله ، كما
انها تظهر وتختفى فى دقائق معدودة
وفوق كوكب الارض ، تنشأ الاعاصير الدوامية ، عندما تصطدم كتلتان جويتان كل منهما
بالاخرى ، ولكن على عطارد تتكون الاعاصير الدوامية ، عندما تصطدم قوى مروعة تسمى
(( المجالات المغناطيسية )) بعنف هائل بعضها ببعض . وربما تتساءل : ما المقصود بالمجالات
المغناطيسة
المجالات المغناطيسة .. دروع خفية
تحيط بالمغناطيسيات وتعمل كدروع خفية .
والمغناطيس له عادة قطبان ، وتمتد خيوط
المجال المغناطيسى من احد القطبين الى الاخر .
وكوكب الارض مغناطيسى هائل يحيط به مجال
رهيب ، يحمينا من الاشاعات الضارة المنطلقة
عبر الفضاء . و (( عطارد )) مثل الارض له مجال
مغناطيسى ، ولكنه صغير جدا بمقارنته بالمجال
المغناطيسى للارض ، وهذا ما اكتشفته المركبة
الفضائية الامريكية (( ماسينجر )) التى اطلقت
لدراسة كوكب عطارد ، وسوف تستمر فى مهمتها
حتى اخر عام 2011 .
وباستخدام المعلومات الواردة من المركبة
(( ماسينجر )) اتضح ان كوكب (( عطارد )) يتعرض
للرياح الشمسية بشكل جبار . ( الرياح الشمسية :
تيار من الجسيمات مشحونة عالية الطاقة التى
تندفع بعيدا عن الشمس فى جميع الاتجهات بسرعة
تبلغ اكثر من مليون كيلو متر فى الساعة ) .
وعندما تصطدم الرياح الشمسية بكوكب الارض ،
فأننا لا نكاد ناحظها لان المجال المغناطيسى
الارضى القوى ، يحمى كل شئ على سطح كوكبنا .
غير ان المجال المغناطيسى لكوكب عطارد ضعيف ، ولهذا
يمكن للرياح الشمسية احداث بعض الضرر به .
والمعروف ان الشحنات الكهربائية المتحركة
تخلق حولها مجالا مغناطيسيا . وعندما تهب
الجسيمات المشحونة فى الرياح الشمسية على
عطارد ، فانها تحمل معها ايضا مجالا مغناطيسيا
جبارا ، يضغط على المجال المغناطيسى لعطارد ،
فيرفعه الى اعلى . وعندما يشتبك هذان المجالان
المغناطيسيان عاليا فوق سطح كوكب عطارد ، فأن
كلا منهما يلتف حول الاخر ، ويتضخم حجماهما ،
وحينئذ يتولد اعصار دوامى .
