وبعد فإنذا على (جسر بغداد ) في نشوة من خمرة الذكرى أذكر ما لا سبيل إلي الى تلخيصه وأحس ما لا طاقة علي بوصفه ، وقد قال أبو الوليد ، قال شعبة : أرأيت جسر بغداد ؟
قلت: لا .
قال: فكأنك لم تر الدنيا .
أما أنا فرأيت جسر بغداد ، ورأيت الدنيا ، لا أقول إنه أعظم من جسر اسماعيل ، أو أجمل من جسر الزمالك ، ولكن لجسر بغداد سراً آخر ، يعرفه كل من نظر في كتب الأدب والتاريخ ، وقرأ عن جسر بغداد ، هذا الذي جازه القّواد الفاتحون ، والفقهاء والمحدثون ، والشعراء والماجنون .
هذا الذي وقف عليه الرشيد والمأمون ، وأبو حنيفة والشافعي والفضل بن دينار ، ومطيع وأبو نؤاس ، وعبد الله بن طاهر ، ويزيد ابن مزيد .
وشهد جلال الخلافة ، وعظمة العلم ، وروعة الزهد ، وضحك المجون ، وقوة الجيش .
وجرى عليه نهر التاريخ .
وتداعت على جوانبه القرون .
هذا الذي كان سرة الارض !
أيا حبذا جسر على متن دجلة بإتقان تأسيس وحسن ورونق
جمال وفخر للــعراق ونـزهة وسلوة من أضناه فرط التشوق
تراه إذا مـا جـئـته متأمـــلا كسطر عبير خُط في سوط مهرق*
أو العاج فيه الآبنوس مرقش مثال فيول تحتها أرض زئبق
أما إنني أحببت مصر لآن منها أصلي ، وأحببت الشام لان فيها مولدي ، وأحببت الحجاز لأن اليها قبلتي ، فإني أحب العراق لان فيها أجمل ذِكَر الماضي ، وأحب كل بلد يقول أهله:
(( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) لأنه بلدي ، وأهله أهلي .
· المهرق : الصحيفة
قلت: لا .
قال: فكأنك لم تر الدنيا .
أما أنا فرأيت جسر بغداد ، ورأيت الدنيا ، لا أقول إنه أعظم من جسر اسماعيل ، أو أجمل من جسر الزمالك ، ولكن لجسر بغداد سراً آخر ، يعرفه كل من نظر في كتب الأدب والتاريخ ، وقرأ عن جسر بغداد ، هذا الذي جازه القّواد الفاتحون ، والفقهاء والمحدثون ، والشعراء والماجنون .
هذا الذي وقف عليه الرشيد والمأمون ، وأبو حنيفة والشافعي والفضل بن دينار ، ومطيع وأبو نؤاس ، وعبد الله بن طاهر ، ويزيد ابن مزيد .
وشهد جلال الخلافة ، وعظمة العلم ، وروعة الزهد ، وضحك المجون ، وقوة الجيش .
وجرى عليه نهر التاريخ .
وتداعت على جوانبه القرون .
هذا الذي كان سرة الارض !
أيا حبذا جسر على متن دجلة بإتقان تأسيس وحسن ورونق
جمال وفخر للــعراق ونـزهة وسلوة من أضناه فرط التشوق
تراه إذا مـا جـئـته متأمـــلا كسطر عبير خُط في سوط مهرق*
أو العاج فيه الآبنوس مرقش مثال فيول تحتها أرض زئبق
أما إنني أحببت مصر لآن منها أصلي ، وأحببت الشام لان فيها مولدي ، وأحببت الحجاز لأن اليها قبلتي ، فإني أحب العراق لان فيها أجمل ذِكَر الماضي ، وأحب كل بلد يقول أهله:
(( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) لأنه بلدي ، وأهله أهلي .
· المهرق : الصحيفة