الرئيسية
وبين لهم سبحانه و تعالى شرف آدم عليهم في العلم . فآدم كما نعلم جميعا هو أبو البشر . خلقه الله بيديه . و نفخ فيه من روحه . و أسجد له ملائكته و علمه أسماء كل شيئ .
عندما أتم الله سبحانه و تعالى خلق آدم عليه السلام و نفخ فيه من روحه . وأصبح بشرا سويا . نظر إليه الملائكة فوجدوه مخلوقا آخر يختلف عنهم . إنه بشر حي .. يتكلم . ويفهم ويدرك . يتحرك و يمشي . وعندئذ . أمر الله ملائكته بالسجود له عليه السلام وكان من أمر بالسجود مع الملائكة . إبليس عليه لعنة الله فأبى و استكبر معترضا. ومتعليا. وأخذته العزة بالإثم . بحجة أنه خلق من النار . وآدم خلق من طين . والنار أشرف و أعظم من الطين.
فكان جزاؤه من الله سبحانه وتعالى اللعن و الطرد من رحمته . فخرج ملعونا مطرودا . وفي نفسه حقد و ضغينة على آدم و ذريته إلى يوم القيامة فكان إبليس عليه لعنة الله بالمرصاد لآدم و ذريته في الغواية و الوسوسة إلى يوم الدين . ولكن الله سبحانه و تعالى حذرهم من ذلك الشيطان اللعين.
بعد أن خلق آدم . وسواه وعلمه كل شيء و أسجد له ملائكته أراد ألا يتركه وحيدا . فخلق له من ضلعه امرأة . هي حواء . ليسكن إليها و لتكون زوجة له . وأمر الله سبحانه و تعالى آدم عليه السلام أن يسكن هو وزوجته الجنة . وأن يتمتعا بخيراتها ونعيمها . ولكنه سبحانه و تعالى نهاهما عن الأكل من إحدى شجرات الجنة .
وهنا ظهر حقد إبليس بعد أن عرف أن الله سبحانه و تعالى قد نهى آدم وزوجنه عن الأكل من إحدى شجرات الجنة . وعزم على أن يوسوس لهما حتى يخرجهما من الجنة كما خرج هو منها .
وكان لهما بالمرصاد في استخدام كل وسائل الإغراء . حتى يأكلا من الشجرة ويعصيا أمر الله سبحانه و تعالى ولكنهما كانا لا يستجبان لوساوسه وإغراءاته . وكانا يبتعدان عن تلك الشجرة . تنفيذا لأمر الله تعالى.
ولكنه بعد إلحاح طويل . قال لهما : إنها شجرة الخلد و الملك الذي لا يبلى أي الذي لا ينتهي و لا يفنى . وفي لحظة غفلة . نسيا النهي بالأكل من تلك الشجرة . و خالفا أمر الله . وامتدت الأيدي إلى الشجرة . تأكل منها . وفرح إبليس بذلك فرحا شديدا.
بعد مخالفة آدم عليه السلام وزوجته . أمرهما الله سبحانه وتعالى أن يخرجا من الجنة وأن يهبطا إاى الأرض . وذلك لاستجابتهما إلى إغواء إبليس اللعين.
أحس آدم وزوجته بالندم على ما فعلا . واعترفا بخطئهما وتابا إلى الله تعالى في تذلل وخضوع . على عكس استكبار و عناد إبليس عندما عصى الله.
وعندم علم الله صدق توبتهما وأنهما ندما على ما فعلاه . تاب الله عليهما . وقبل استغفارهما.
وهنا أدرك آدم عليه السلام أن إبليس حاقد عليه أنه له بالمرصاد. وأنه كان يتمنى أن يكون خليفة الله في الأرض بدلا من آدم عليه السلام فقرر أن يحذر منه ومن وسوسته . وتعلم من خطئه السابق . وكان نزوله إلى الأرض معركة يخوضها آدم و دريته مع إبليس ودريته . فمن أطاع الله . دخل الجنة ومن أطاع الشيطان دخل النار . فلنحذر جميعا من إبليس اللعين . ومن إغراءاته . ولنكن دائما في طاعة الله و رضوانه.
